نشوة تحرُّرنشوة تحرُّرنشوة تحرُّر
تعبِّر أوساط عدّة في مجتمعات الحاضر عن نشوة تحرُّر مع ما يحوزه الفرد من فرص غير مسبوقة، تقنياً واتصالياً، للإفصاح عن ذاته والتعبير عن اهتماماته وإظهار البهجة والمرح والاستمتاع والانغماس في شواغل الحياة الشبكية والاغتراف من السلوك الاستهلاكي. ثمّة نزوع إلى كسر "التابوات"، والتمرُّد على الكبت، واختزال التكلُّف، ونحت الذات، وغير ذلك. يحاجج الكتاب بأنّ ما تشهده المجتمعات الإنسانية في هذا الصدد هي نشوة تحرُّر وهميّ، فما من مجتمع بوسعه العيش بلا كبت، وأنّ "التابوات" مُلازمة للمجتمعات والثقافات جميعاً وإنْ تغيّرت في عناوينها وأولوياتها، وأنّ إنسان الحاضر يواجه تحدِّي الانغلاق داخل فقاعة تحتويه، وأنّ بعض مظاهر التحرُّر والانعتاق وتأكيد الأنا الفردية تتشبّع بأنماط غير ملحوظة من الخضوع والانصياع. هذا الكتاب مكاشفة نقدية جريئة مع نزعات تعلو في مجتمعات الحاضر عبر الثقافة الجماهيرية المُعولَمة.