^{يوتوبيا "الديمقراطية المُعلمَنة" في الواقع العربي}يوتوبيا "الديمقراطية المُعلمَنة" في الواقع العربي_{وعودة توكل كرمان مثلا}

تستسهل نخبٌ عربيّة ترويجَ سرديّات الخلاص الكبير، بتشخيصَ العِلَل المعقّدة بمنطق اختزاليّ تدفع عبره الجمهرة الذاهلة إلى حلّ نهائيّ محتوم لا بديل عنه لدى دعاته. إنه حلّ يُعلِن أفول التاريخ بضربة واحدة؛ دون أن يتطوّع أصحابُه بفكّ الطلاسم أو استشراف العواقب أو فحص الملابسات. يناقش الكتاب مثالاً على هذا المنحى نصوصاً مُقتضبة ومُحيِّرة أطلقتها السيدة توكّل كرمان في مواقع التواصل الاجتماعي عن المستقبل "الحتمي والمنشود" الذي ستؤول إليه الأنظمة السياسية في اليمن وبلاد العرب، وأعلنت عن "مشروع دولة ديمقراطية معلمنة، آتية لا ريب فيها"؛ وهي وعود سابغة تستحقّ نظراً فاحصاً وتمحيصاً نقدياً، وهو ما تحاول هذه المرافعة المساهمة به.