^{تأملات في المشترك العربي التركي}تأملات في المشترك العربي التركي_{تأملات في المشترك العربي التركي}

تأملات في المشترك العربي التركي تتلاقى الشعوب والأمم في محطات تاريخية مختلفة، وتفترق في أخرى، ومعروف أن السياسة وفق المصالح تتغير، وصفحات التاريخ لجانب المنتصر تتحوّر، إلا أن الثقافة سلوك ومظاهر وشواهد لا تنكر. بل تظل شاهدة على تقارب واختلاط الشعوب والبشر. بين دفتي هذا الكتاب سيجد القارئ نفسه يغوص في ثنايا ثقافة أمتين عريقتين هما: العرب والأتراك، وعلى الرغم من اختلافهما في العرق واللسان؛ فإن هناك الكثير مما يجمعهما. وحقيقة إن ما يفصل الأمتين ليس سوى لوح من الجليد الصلب، ما إن يحس بالدفء يذوب وينصهر، ليكشف عن عمق العلاقات بينهما، وهذا ما يجسده هذا الكتاب، من خلال كشفه لمدى الائتلاف والتقارب بين الشعبين، وتأثير كل منهما على الآخر، نتيجة التقارب الجغرافي، ووحدة الدين والتاريخ المشترك، الذي أفرز لنا مشتركاً ثقافياً، استطاع الكاتب إظهاره وإبرازه في أبواب هذا الكتاب. هذا التقارب والتداخل الثقافي والحضاري يستحق منا التأمل، والبحث والدراسة بهدف صهر الفوارق، وتوطيد الوشائج والكشف عن المشترك في مختلف الجوانب، لتكريسها والبناء عليها، وإزالة الضباب والغيوم التي كانت تحجب الرؤية عنها، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى وضوح الرؤية وإيجاد قواسم مشتركة للتقارب والتفاهم تفضي في النهاية إلى التكامل والتعاون واحترام كل منا للآخر.